ماذا تعني لك الحياة؟ 

ماذا تعني لك الحياة؟ 

لو واجهت أي شخص بالسؤال الموجود بعنوان المقالة سيكون جوابه غالبًا يقتصر على أهم أشياء أو أشخاص في حياته، كأولاده وزوجته. أو المدن التي يحلم أن يزورها أو مغامرة يتمنى أن يقوم بها.

وإذا سألت ذلك السؤال لشخص ملتزم دينيًا فسيكون جوابه أن تلك الحياه هي دار إبتلاء خلقنا بها الله ليختبرنا مع تحقيق الهدف الأسمى لنا بها. وهي عبادته وعمارة الأرض كما قال تعالى في كتابه الحكيم «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ» .

ومن وجهة نظري الشخصية الحياه تعني لي مشاهد سنتذكرها لحظة إنتهاء أعمارنا مهما طالت تلك المدة. ونفس تلك المواقف سيتذكرها أصدقاءنا وعائلاتنا وأحبابنا بعد موتنا. لتذرف أعينهم بعض الدمعات ممزوجة بألم يعتصر قلوبهم على فراقنا وعدم استيعابهم فكرة عدم وجودنا في الحياه كلها فجأة بدون مبررات يقبلها العقل، كمرض أو قتل عمد أو إنتحار.

ونحن من نصنع تلك المواقف التي سيتذكروننا من خلالها الآن. لذلك نجد أن آخر كلمات البشر في الحياة موضع إهتمام لأنها تكون أصدق كلمات وتحوي خلاصة خبرة هؤلاء الأشخاص في لحظة هي الأصدق فى حياتهم “لحظة الموت”. فهى لحظة المكاشفة والحقيقة والنهاية لقصننا القصيرة مهما طالت في تلك الحياة.

واستعرض معكم في السطور التالية أبرز ما قاله مشاهير في لحظاتهم الأخيرة قبل وفاتهم. منها نستنتج حكمة الحياة التي توصلوا إليها لنستفيد مما قالوه ونحن أحياء ونستطيع أن نفعل ما لم يستطع بعضهم أن يفعله:   

 

  •  جزء من حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لحظة وفاته:

إيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما اهلكتهم. ثم قال صلى الله عليه وسلم: إيها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة تعني (حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة) فظل يرددها ثم قال: إيها الناس إتقوا الله في النساء أوصيكم بالنساء خيرًا.

  •  أبرز ما قال (ستيف جوبز) صاحب شركة أبل على فراش الموت:

الآن فقط وبعد أن أمضيت حياتي محاولًا جمع ما يكفي من المال أدركت أنه كان لدي ما يكفي من الوقت لتحقيق أهداف آخرى لا تتعلق بالثروة. أهداف آخرى أكثر أهمية مثل: الحب .. الجمال .. أحلام طفولتي ..   يمكنك العثور على الأشياء المادية المفقودة مَهمَا غلى ثمنها لكن شيئًا واحدًا لا يمكنك أن تجده أبدًا عندما تفقده إنه: الحياة. ومهما كانت المرحلة التي نعيشها من مراحل حياتنا سنضطر في النهاية لمواجهة اليوم الذي سيسدل فيه الستار.

  •   أبرز ما قاله الفيلسوف اليوناني سقراط قبل موته :

ابتسموا للموت يُخطئ من يظن أن الموت شر، ابتسموا إذن للموت واعلموا علم اليقين أنه يستحيل على الرجل الصالح أن يصاب بسوء لا في حياته ولا بعد موته.  لقد أشرفت ساعة الرحيل وسينصرف كل منا إلى سبيله فأنا إلى الموت، وأنتم إلى الحياة.

 

إذا قارنا القاسم المشترك لدى كثير ممن كان على فراش الموت باستثناء الرسول محمد، نجده مصدوم ومفاجئ من فكرة الموت. ولم يكن يحسب له حساب فيمتزج إحساسه بين الرهبة والقلق والترقب لما سيحدث له بعد ذلك الحدث الجلل. وكلهم يجمعون أن الحياة كانت قصيرة جدًا حتى من عاش منهم  80 أو 100عام ففي لحظة النهاية كل شئ في الدنيا يبدو ضئيلًا بسيطًا ليس له قيمة.

 

الخلاصة:

لتدرك قيمة الحياة والحكمة منها لابد أن تنظر إليها بطريقة مجردة. أخرج من كل إلتزام بها وضعت نفسك فيه أو أجبرتك إحتياجاتك أن تكون جزء منه، وتخيل لحظة النهاية وكيف ستبدو (هل سأكون سعيد أم حزين؟) (هل سأكون مطمئن أم مذعور؟) (ماهي البصمة التي ستكون لي فى الحياة بعد فناء جسدي؟) (من سيتذكرني وكيف سيتذكرني؟) (هل ما أفعله الآن سيكون سبب سعادتي في حياتي الأخرى بعد الموت أم أنه على النقيض سيكون سبب لتعاستى الأبديه؟).

في النهاية هي صحيفتك املأها بما شئت.

Leave your vote

Log In

Or with username:

Forgot password?

Forgot password?

Enter your account data and we will send you a link to reset your password.

Your password reset link appears to be invalid or expired.

Log in

Privacy Policy

Add to Collection

No Collections

Here you'll find all collections you've created before.